الخميس، 28 أبريل 2011

مقالات عن تطور مهنة التدريس :


  تحتل قضية الارتقاء  بالتعليم إلى مستوى المهنة موضع الصدارة في إصلاح التعليم  والكثير من الدراسات أوضحت أن طريق الإصلاح  يركّز على تحويل التربية إلى مهنة ، إضافة إلى أن المحاولات التي تستهدف تمهين التعليم لابد أن يواكبها  تطوير أهداف التعليم مقرونة بتطوير محتويات المناهج ، وتطوير المواد التعليمية ، وتدريب المعلمين والمشرفين على الطرق الحديثة لتدريس المناهج والمواد المطورة ،و يمكن أن تتم مراحل تمهين التعليم في إطار مخطط كامل على مراحل زمنية يراعي فيه التوازن بين مدة ممارسة المهنة .

  ولعل من العوامل التي تيسر تبني تمهين مهنة التعليم هو التطور الحاصل في مجال الاتصال عبر الانترنت من خلال منتديات النقاش الالكترونية فهناك الكثير من المنتديات ذات الطابع التعليمي والتي تدار من قبل عدد من معلمي ومعلمات المملكة العربية السعودية وقد اتضح دور هذه المنتديات في التنسيق بين الجهود إبّان قضية المطالبة بتحسين المستويات وكيف أثمر هذا التنسيق عن صدور أوامر ملكية بتشكيل لجنة لتسوية الموضوع ، والنجاح الذي حققته هذه المنتديات في أنها أصبحت حلقة وصل مهمة بين المعلمين من الجنسين في تبادل المعلومات والدروس والأخبار حول مستقبلهم الوظيفي وأداة للتطوير المهني ، كما أن مما ساعد على نجاح هذه المنتديات هو وجود جيل من المعلمين الجدد الذين يتقنون مهارة التعامل مع الحاسوب ولديهم المقدرة على التعامل مع شبكة الإنترنت وهم يبحثون عن الطرق الجديدة والأفكار الجديدة ولديهم حماس للتطبيقات الجديدة ولذلك ترى الورقة أنهم سيكونون اللاعب الأكبر في سبيل إنجاح مشروع تمهين التعليم ؛ ولهذا يمكن استثمار هذا النجاح الذي حققه الجيل الجديد في إنشاء وإدارة والتعاطي مع المنتديات التعليمية عبر الإنترنت بإنشاء رابطة مهنية للمعلمين تطالب بحقوقهم وتعمل على  تحسين المكانة الاجتماعية للمعلم وتكون وسيلة لحدوث التفاعل المفقود بين المعلمين وهذا مما تتطلبه عملية تمهين مهنة التعليم  
ولعل من الأمور المهمة التي تساعد على تبني عملية تمهين التعليم ويندرج ضمن التنظيمات المدرسية تخفيض نصاب المعلم من الحصص وفق آلية مناسبة بحيث يكون نصاب المعلم ممن أمضى عشرين عاماً فأكثر عشر حصص مثلاً ، ومن أمضى خمس عشرة سنة خمس عشرة حصة ، ومن أمضى عشر سنين فأقل  عشرين حصة كحد أقصى  كما يجب أن يعتنى  بحجرة المعلمين لتكون مكاناً مناسباً تتاح الفرصة للمعلمين  فيه بالالتقاء وتبادل الآراء والرؤى والتجارب و كذلك تهيئة الجو المناسب للمعلم في المدرسة بشكل عام وذلك بتوفير مكاتب لائقة وأجهزة حاسوب مرتبطة بشبكة الإنترنت ، كما أنه يجب تفعيل فكرة الزيارات المتبادلة بين المعلمين داخل المدرسة وبين المدارس ليطّلع المعلم على تجارب زملائه ويكتسب الخبرة  وتكون عاملاً مساعداً على ترسيخ العلاقات بين المعلمين
     وعند النظر فيما يمكن أن يكون عائقاً أمام تبني عملية تمهين مهنة التعليم نجد مدير المدرسة  على رأس القائمة فنجد أن الكثير من مديري المدارس قد أمضى سنوات طوال في إدارة المدرسة دون تطوير أو تجديد ولذلك من مستلزمات التجديد أن يعمل على تفعيل نظام الإدارة المدرسية الذي حدّد بقاء المدير في منصبه بأربع سنوات لتتاح الفرصة للجيل الجديد لتولي مناصب إدارية على مستوى المدرسة ثم على مستوى إدارات التربية  فوجود مدير مثقف ومدرك لحجم المسؤولية ومدرب يساعد كثيراً على إنجاح مشروع تمهين مهنة التعليم بما سيوفره من خلق مناخ إيجابي في المدرسة بين المعلمين كما أنه سيتبنى مشروع التمهين ويشارك فيه مشاركة فعالة لإدراكه بأنه سيساعد على الارتقاء بمنهة التعليم وبالتالي سيكون أول خطوات الإصلاح للنظام التربوي برمته ، ويلحق بمدير المدرسة قدماء المدرسين فمن المعروف بأن الجيل القديم في أي مهنة هم الأكثر تحفظاً ضد أي تغيير ولذلك يجب أن يكون هناك خطة شاملة لتقليل مقاومتهم للتغير و والعمل على تقبلهم لمشروع تمهين مهنة التعليم وتشمل تخفيض أنصبتهم من الحصص إلى الحد الأدنى كذلك الاعتراف بخدماتهم وجهودهم من خلال تفعيل نظام رتب المعلمين بحيث يعطى المعلم وفق عدد سنوات خدمته ووفق عدد الساعات التدريبية الحديثة التي اكتسبها والبرامج التدريبية التي نفذها رتبة معينة من مثل معلم أول ومعلم خبير ومرشد وغير ذلك ، ويعاد النظر أيضاً في نظام التقاعد بحيث تتاح للمعلم  الذي أمضى أكثر من عشرين عاماً التقاعد .

     ناقشت  هذه المقالة فيما سبق تجديدا تربوياً تعتقد الورقة بأهميته لإصلاح النظام التربوي السعودي وهذا التجديد يتمثل في تمهين مهنة التعليم حيث تطرقت الورقة إلى  عددٍ من الخطوات اللازمة لتمهين مهنة التعليم منها إنشاء رابطة مهنية للمعلمين وكذلك تفعيل ميثاق أخلاقيات المهنة والاعتناء  ببرامج التدريب و توفير مزايا مادية ومعنوية للمعلمين ترتبط بجودة الأداء  وتحسين ظروف عمل المعلم في المدرسة وكذلك وجود نظام الترخيص لممارسة مهنة التعليم العام ثم إعادة النظر في برامج إعداد المعلمين في الكليات المتخصصة وقد خلصت الورقة إلى أنه بتوفير تلك المتطلبات يمكن تطوير مهنة التعليم والتحول بها نحو التمهين الحقيقي وقد استعرضت الورقة في ثنايا ذلك العوامل الميسّرة لنشر وتبني كل خطوة لازمة من خطوات التغيير وكذلك العوامل التي تعيق تلك الخطوات .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق